--------------------------------------------------------------------------------
]في زنزانة مظلمــة باردة ..
جلست القرفصــاء ..
تحدّق في الجدار الخرساني ..
وفي القضبان الحديديـــــة
التي تفصلها عن العالم الخارجي ..
عندما تتأملها تفاجأ بجمالٍ غامضٍ ..
ساحر ..
يتوجــه شعــر أسود فاحم تجاهد خصلاته ..
الثائرة حتى تثبت مكانهــا ..
تصدمــك عيناها .. !!
فقد تحولت تلك العينين الفاتنتين إلى قطع زجاج بارد ..
فقد بريق الحياة ..
وقد تدحجك بنظرات قادرة ..
على جعل الدماء تتجمد في شرايينك ..
ضحيــة حب اعمى ..
ومشاعر طائشه صدقتها وعاشتها ..
فقدت الايمان بالحب ..
بالامل ..
بكل لون من الوان اطياف الضوء ..
فلا شيئ من لاشيئ ..!
حاولت ان تتظاهر بقوة الارادة ..
بالعزيمة والالامبالاة ..
ولكنها سقطت خائرة القوة ..
لا حراكـ ..
لتصبح جسداً بلا رووح ..
وفي تلك الليلــة ..
ذُبحت من الوريـــد للوريـــد ..
لحظـــة جنون ..
لحظــة خوف ..
لحظــة ألم ..
لحظــة رعب ..
لم تتوقف إلا بعد إحساسهــــا بدفىء دماءه ..
على يديهـــــــا ..!
فقد قتلته من روحها ..!!
وقفت أمام مرآتها ترمق نفسها بإشفاق وحسرة .. وتشفي .. !!
إنظــري اليّ جيداً ماذا فعلتِ بي ..!!
في اقرب مزاد قدمت العادات والتقاليد ..
والقيمـ والاخلاق ..
من اجل احلام ضائعه ..
جنوون وسراب ..
تأملي نفسكـ ملياً ..
لا تخجلي .. لا تطأطئي رأسك .. لا تشحي بنظراتكِ عني
فأنــا من صنع هواكِ ..
يديكِ
وانت ..!!!!
ألن تفخــــــر بي .. ؟ !!
جعلتني جسداً بلا رووح ..
فانا من اليومـ اصبحت ..
الفتاة السوداء ..!